غالبًا ما تبدأ متلازمة غيلان باريه بتنميل وضعف يبدأ في القدمين والساقين ويمتد إلى الجزء العلوي من الجسم والذراعين. وتبدأ الأعراض في الذراعين أو الوجه لدى نحو 10% من المصابين بهذا الاضطراب. ومع تقدم متلازمة غيلان باريه، يمكن أن يتطور ضَعف العضلات متحولاً إلى شلل.
قد تشمل مؤشرات متلازمة غيلان باريه وأعراضها ما يلي:
- الإحساس بتنميل أو بوخز الدبابيس والإبر في أصابع يديك، وأصابع قدميك، والكاحلين والرسغين
- ضعف في ساقيْك ينتشر نحو الجزء العلوي من جسدك
- المشي غير المتَّزن أو عدم القدرة على المشي أو صعود الدَّرَج
- صعوبة في حركة الوجه، بما في ذلك التحدُّث أو المضغ أو البلع
- ازدواج الرؤية أو عدم القدرة على تحريك عينيك
- ألم شديد مفاجئ أو تشنجي أو شد عضلي وقد يزداد سوءًا في الليل
- صعوبة التحكم في المثانة أو وظيفة الأمعاء
- سرعة القلب
- انخفاض أو ارتفاع في ضغط الدم
- صعوبة التنفس
دائمًا ما يصل المصابون بمتلازمة غيلان باريه إلى أشد مراحل الضعف خلال أسبوعين من بدء ظهور الأعراض لديهم.
الأنواع:
كان يُعتقد سابقًا أن متلازمة غيلان باريه لم تكن سوى اضطراب منفرد، ولكن بات من المعروف الآن حدوثها في عدة أشكال. والأشكال الرئيسية هي:
- اعتلال الجذور والأعصاب الالتهابي الحاد المزيل للميالين (AIDP)، وهو الشكل الأكثر شيوعًا في أمريكا الشمالية وأوروبا. وتكون المؤشرات الأكثر شيوعًا لهذا الاعتلال ضعف العضلات الذي يبدأ في الجزء السفلي من الجسم وينتشر للأعلى.
- متلازمة ميلر فيشر (MFS)، التي يبدأ فيها الشلل في العينين. وترتبط متلازمة ميلر فيشر أيضًا بالترنُّح في المشي. وهي أقل شيوعًا في الولايات المتحدة ولكنها أكثر شيوعًا في آسيا.
- الاعتلال العصبي المحوري الحركي الحاد (AMAN) والاعتلال العصبي المحوري الحركي الحسي الحاد (AMSAN) شائعان بصورة أقل في الولايات المتحدة، ولكنهما أكثر شيوعًا في الصين واليابان والمكسيك.
متى تزور الطبيب:
اتصل بطبيبك إذا شعرت بوخز بسيط في أصابع قدميك أو يديك والذي لا يبدو أنه ينتشر أو يزداد. اطلب المساعدة الطبية العاجلة إذا عانيت إحدى هذه العلامات أو الأعراض الشديدة:
- شعور بوخز بدأ من قدمك أو أصابع قدمك وأصبح ينتقل الآن إلى أعلى الجسم
- شعور بوخز أو ضعف ينتشر بسرعة
- صعوبة في التقاط أنفاسك أو ضيق النفس حين تستلقي على ظهرك
- الاختناق باللعاب
تعتبر متلازمة غيلان باريه حالة حرجة تتطلب دخول المستشفى على الفور؛ لأن الحالة قد تسوء بسرعة. وكلما تم بدء العلاج المناسب مبكرًا، كانت فرصة التحسُّن أفضل.
إن متلازمة غيَّان باريه هي حالة طبية نادرة يُهاجِم فيها جهازُك المناعي الأعصاب. وعادةً ما تظهر الأعراض الأولى على هيئة نخز في الأطراف وضعف ينتابها.
وسرعان ما تنتشر هذه الأعراض حتى يُصاب كامل الجسم بالشلل. وتُعد متلازمة غيَّان باريه حالة طوارئ طبية إذا كانت شديدة. ويُدخَل معظم المصابين بهذه الحالة إلى المستشفى لتلقي العلاج.
إن السبب الدقيق وراء الإصابة بمتلازمة غيَّان باريه غير معروف. لكن أبلغ ثلثا المرضى عن أعراض العدوى في الأسابيع الستة السابقة. وتشمل هذه الأعراض عدوى الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو فيروس زيكا.
لا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة غيَّان باريه، ولكن هناك عدة علاجات من شأنها تخفيف الأعراض وتقليص فترة المرض. ورغم أن معظم الأشخاص يتعافون من متلازمة غيَّان باريه، إلا أن معدل الوفيات يتراوح بين 4% إلى 7%. وتتراوح نسبة الأشخاص الذين يستطيعون السير خلال ستة أشهر ما بين 60% إلى 80%. كما قد يشعر المرضى بتأثيرات طويلة المدى، مثل الضعف أو الخدر أو التعب.
الأسباب:
لا يُعلم على وجه التحديد سبب الإصابة بمتلازمة غيَّان باريه. فعادة ما يظهر هذا الاضطراب بعد عدة أيام أو أسابيع من التعرض لعدوى في المجرى التنفسي أو السبيل الهضمي. وفي حالات نادرة، قد يحفّز الخضوع لعملية جراحية أو تلقي تطعيم في وقت قريب حدوث متلازمة غيلان باريه. وقد رُصدت في وقت قريب حالات لأشخاص أُصيبوا بها بعد تعرضهم للإصابة بفيروس زيكا. وقد تظهر متلازمة غيَّان باريه أيضًا بعد الإصابة بعدوى (كوفيد-19).
في حالة الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، فإن جهازك المناعي، الذي يهاجم في الأصل الميكروبات الضارة فقط، يبدأ في مهاجمة الأعصاب. يتلف اعتلال الجذور والأعصاب الالتهابي الحاد المزيل للميالين، وهو النوع الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية من أنواع متلازمة غيلان باريه الغلاف الواقي للأعصاب (الغلاف المياليني). ويمنع هذا التلف الأعصاب من نقل الإشارات إلى الماغ، مسببًا الضعف أو الخدر أو الشَّلل.
عوامل الخطر:
يمكن لمتلازمة غيلان باريه أن تُصيب جميع الفئات العمرية. ولكن تزداد المخاطر مع التقدم في العمر. كما أنها تشيع بين الذكور أكثر من الإناث.
قد تُصاب بمتلازمة غيلان باريه للأسباب التالية:
- الإصابة بعدوى العطيفة، وهي السبب الأكثر شيوعًا، والعطيفة نوع من البكتيريا في لحوم الطيور الداجنة غير المطبوخة جيدًا
- فيروسُ النَّزلَةِ الوافِدَة: الإنفلونزا
- الفَيروس المُضَخِّم للخَلايا
- فيروس إيبشتاين-بار
- فيروس زيكا
- التِهاب الكبد A وB وC وE
- فيروس نقص المناعة المكتسبة، وهو الفيروس الذي يُسبِّب الإيدز
- المَفطورَة الرِّئَوِيَّة (ذات الرئة بالمفطورات)
- الجراحة
- الإصابة الجسدية
- لمفومة هودجكين
- لقاحات الإنفلونزا أو تطعيمات الأطفال، في حالات نادرة
- فيروس كوفيد-19
المضاعفات:
تؤثر متلازمة غيلان باريه على أعصابك. ولأن الأعصاب تتحكم في حركاتك ووظائف جسمك، فقد يشعر مرضى متلازمة غيلان باريه بما يلي:
- صعوبة في التنفس. قد ينتشر الضعف أو الشلل إلى العضلات المنظمة لعملية التنفس، وهو من المضاعفات المميتة. يحتاج ما يصل إلى 22٪ من مرضى متلازمة غيلان باريه إلى مساعدة مؤقتة باستعمال جهاز تنفس خلال أول أسبوع لدخولهم المستشفى.
- بقاء بعض الخدَر أو غيره من الأحاسيس. يتعافى معظم مرضى متلازمة غيلان باريه تمامًا، أو يتبقى لديهم فقط شعور طفيف بالضعف او الخَدَر أو الوخز.
- مشكلات القلب وضغط الدم. من الآثار الجانبية الشائعة لمتلازمة غيلان باريه تقلبات ضغط الدم وعدم انتظام نظم القلب (عدم انتظام ضربات القلب).
- الألم. يشعر ثُلث مرضى متلازمة غيلان باريه بألم عصبي شديد يمكن تسكينه بالأدوية.
- مشكلات في عمل الأمعاء والمثانة. قد ينتج عن متلازمة غيلان باريه تباطؤ في عمل الأمعاء واحتباس في البول.
- الجلطات الدموية. يصبح الأشخاص غير القادرين على الحركة نتيجة إصابتهم بمتلازمة غيلان باريه عُرضة للإصابة بالجلطات الدموية. وقد يوصى بتناول مميعات الدم وارتداء الجوارب الداعمة إلى أن تتمكن من السير بمفردك.
- قرحة الضغط. عدم الحركة أيضًا يجعلك أكثر عُرضة لخطر الإصابة بقرح السرير (قرح الضغط). وتصحيح الموضع المتكرر قد يساعد في تجنب هذه المشكلة.
- الانتكاس. يتعرّض من 2٪ إلى 5٪ من المصابين بمتلازمة غيان باريه للانتكاس.
وتزيد الأعراض الحادة المبكرة لمتلازمة غيلان باريه من احتمالية وقوع مضاعفات خطيرة طويلة الأمد بدرجة كبيرة. وقد تؤدي مضاعفات مثل متلازمة الضيق التنفسي والنوبات القلبية في حالات نادرة إلى الوفاة.
التشخيص:
قد يصعب تشخيص متلازمة غيلان باريه في مراحلها المبكرة. تتشابه العلامات والأعراض مع أعراض وعلامات الاضطرابات العصبية وقد تختلف من شخص لآخر.
سيبدأ طبيبك على الأرجح بقراءة شاملة لتاريخك الطبي التفصيلي والفحص البدني.
قد يوصي طبيبك بعد ذلك بما يلي:
- البزل الشوكي (البزل القطني). يتم سحب كمية صغيرة من السائل في القناة الشوكية في أسفل ظهرك. يُفحص السائل بحثًا عن نوع من التغيير الذي يحدث بشكل شائع عند الأشخاص المصابين بمتلازمة غيلان باريه.
- تخطيط كهربية العضل. يتم إدخال أقطاب رفيعة الإبرة في العضلات التي يريد الطبيب دراستها. تقيس الأقطاب النشاط العصبي في العضلات.
- دراسات حول توصيل الأعصاب. يتم لصق الأقطاب على الجلد فوق الأعصاب. يتم تمرير صدمة صغيرة من خلال العصب لقياس سرعة الإشارات العصبية.
العلاج:
لا يوجد علاج لمتلازمة غيلان باريه. لكن هناك نوعان من العلاجات يمكنهما تعجيل الشفاء وتخفيف شدة المرض:
- تبادل البلازما (فِصادَةُ البلازْما). يُزال الجزء السائل من جزء من دمك (البلازما) ويُفصَل عن خلايا دمك. ثم بعد ذلك تُعاد خلايا الدم إلى جسمك، والذي يُنتِج المزيد من البلازما لتعويض ما أُزِيل. قد تعمل فِصادة البلازما عبر تحرير بلازما بعض الأجسام المضادة التي تسهم في مهاجمة الجهاز المناعي على الأعصاب المحيطية.
- المعالجة بالغلوبولين المناعي. يُعطَى الغلوبولين المناعي الذي يحتوي على أجسام مضادة صحية من متبرعي الدم عبر الوريد. يمكن أن تحبط الجرعات العالية من الغلوبولين المناعي عمل الأجسام المضادة الضارة التي قد تسهم في الإصابة بمتلازمة غيلان باريه.
وتتساوى هذه العلاجات في فاعليتها. ولا يكون المزج بين تلك الأدوية أو إعطاؤها واحدة تلو الأخرى أكثر فاعلية من استخدام أيٍّ من الطريقتين وحدها.
من المرجَّح أيضًا أن تُعطَى دواءً للأغراض التالية:
- تخفيف الألم الذي يمكن أن يكون شديدًا
- منع الجلطات الدموية والتي يمكن أن تظهر أثناء عدم تحركك
يحتاج الأشخاص المصابون بمتلازمة غيلان باريه إلى علاج طبيعي وبدني قبل التعافي وخلاله. يمكن أن تشمل رعايتك:
- قيام مقدمي الرعاية بتحريك ذراعيك وساقيك قبل الشفاء، للمساعدة في الحفاظ على مرونة عضلاتك وقوتها
- إجراء علاج طبيعي أثناء التعافي لمساعدتك على التغلب على التعب واستعادة القوة والحركة الصحيحة
- التدريب على الأجهزة التكيفية، مثل الكرسي المتحرك أو الدعامات، لتمنحك مهارات الحركة والرعاية الذاتية
الشفاء:
على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يستغرقون شهورًا وحتى سنوات للتعافي ، فإن معظم المصابين بمتلازمة غيلان باريه يعانون من هذا الجدول الزمني العام:
- بعد ظهور مؤشرات المرض وأعراضه، تميل الحالة لأن تصبح أكثر سوءًا لمدة أسبوعين تقريبًا
- ثم تصل الأعراض إلى مرحلة الثبات خلال أربعة أسابيع.
- ثم تبدأ مرحلة التعافي، وعادةً ما تستغرق مدة تتراوح بين ستة أشهر و12 شهرًا، ولكن قد تطول الفترة مع بعض الناس حتى تصل إلى ثلاث سنوات
وبخصوص البالغين الذين يتعافون من متلازمة غيان باريه:
- يتمكن حوالي 80% منهم من المشي بشكل مستقل ودون مساعدة بعد ستة أشهر من التشخيص
- ويتسعيد نحو 60% منهم قدرتهم الحركية بالكامل بعد سنة واحدة من التشخيص
- في حين يتأخر تعافي ما يتراوح من 5% إلى 10% منهم كثيرًا ويكون غير كامل
أما الأطفال – والذين نادرًا ما يصابون بمتلازمة غيَّان باريه -، فعمومًا يتعافون بشكل أفضل من البالغين.